الخميس، 8 مارس 2018

أنا؛ من لا لون لي




«أعبر بين الليل والنهار
بهدوء
في عربة تجرها
قناديل بحر زرقاء
/
آثار عجلاتها
مشرط صامت
يشق بطن السماء
في هدوء
تنزف منها شهاب
لامعة
تنطفئ بعيدًا
وسريعًا
مثل حبٍ عابر
/
أهبط من عربتي 
حين أبلغ شاطئ الليل
أخلع أقنعتي 
كلها 
بحرصٍ
أستمر
أنا
من لا لون لي
إلى أن تغمرني تربة الكون
بلونها المسائي الناعس
/
يسيل قلبي
عبر لوني الشفاف
إلى أن تشرب التربة لونه 
وتعبه
يغمض عينيه
ويغفو
وأغمض عيني
وأحلم
أسير على طريق 
مشيّد
يصعد شجرة
يتشظى الطريق خلف كل غصن
فتصعقني احتمالات 
خطواتي 
التي لن تكون
إذا ما اخترت
غصنًا واحدًا أحياه
وأتداعى
كافتتاحية أوركسترا
معكوسة
وأغرق في الأخضر
الناعس
أصابعي
قدميّ
بطني
صدري
يديّ
أصابعي
عينيّ
كلها
خضراء
/
عتمة خضراء
عميقة حد الصحو
أصحو
أنخل التربة من القلب
بحرصٍ
أستأصل قدميّ
من الجذور التي نبتت 
بينما غبت في عتمة الحلم
ثم أمّشط العشب 
بأصابعي
ملتقطًا الألوان
والأقنعة
واحدًا 
بعد الآخر
/
خلف المدى يهتز ثوب الليل
تحت أقدام صبية الفجر
يشّدون الشمس
مثل حوتٍ
هائلٍ
يبزغ
من زرقة البحر
وينساب
نحو سماءٍ
ملأى
بعربات تجرها القناديل
قافلة 
من العربات 
تصطف
يتبعها حوتٌ
يحمل الحقيقة داخل عينٍ
بحجم
البيت
تحدقُ فيكَ
وخلفهم
الصبيةُ
خطواتهم مبعثرة
تصطفُ
كأبجديةً أولى
تزين تكويناتها
ثوب النهار
وأنا
من لا لون لي
أرتدي أقنعتي
وقلبي
ولون الأرض
والحيرة الخضراء
وألتقط حروف اللغات التي 
تسقط عنهم جميعًا
أضع كل منها في إطارٍ 
أصنعه بنفسي
كي يناسب وزن الحرف
وحجم روحه
وجميع مرّات بعثه المحتملة
ومرّات أفوله
على لساني
وفي
قلبي»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق