الأحد، 22 فبراير 2015

آه يا شمس


الشمس... 

تستيقظ الشمس
ترفع قدمها المتكاسلة وتخطو عبر الأفق البعيد الأجوف
هنالك
ها هي..
شمس تهيم على وجهها
تتمزق في فضائي المختنق
تصطدم بليلٍ متحجرٍ
تتعثر في قطع أحجيتي المتناثرة
بين صدري ومعدتي/
شمس تائهة
تبحث عن بابها نحو السماء
تشتاق لمقعدها الأزرق المتوهج/
تفزع في الليل
في عتمة كوابيسي الفوضوية تغرق--
تركض--
تتعثر--
تشهق--
تسعل، ويسيل النور على فمها
يتفصد من أقدامها الملتهبة
ينطفئ النور
ويتجلط/
حروف النور المتجلط على وجهها تتكسر
الألم في قدميها يلمعُ
زيتاً أسود
على وجه بحر عاجز.
«ماذا تفعلين يا شمس؟
قلبي الكبير متعب وقاحل
كلما امطرت السماء بداخلي
ضاع حليبها بين الرمال
وذابت قطعة من القلب
أو انكسرت
بلورة صغيرة حادة جارحة
بقعة رمل جديدة تنمو
ولا تخفق...
تنساب عبر ضلوعي.
ماذا تفعلين يا شمس!»/

تركض الشمس خلف حليب السماء
تنزلق عبر فقرات ظهري المنحنية،
تتعثر في قلبي المنقوع في حوض العظام/
تغرس الشمس الفزعة أقدامها في رمال القلب،
تلمس جروحها برودته
وتغمرها لذة غيبوبة.
تغرق الشمس في بحر رمالي
وتغيب خلف أفقٍ أبعد

وتنام.

السبت، 14 فبراير 2015

فراشتي




عزيزتي
خلف البحار البعيدة--
أمام المرآة التي لا تخبرك الحقيقة كاملةً؛
تلك التي تنظر إليك عبر الجهة الأخرى
معجزةٌ على وشك الوصول،
آيةٌ أؤمن بها.
روحها الآسرة مخبئة بين ظلال قشرتها الرمادية
بين تجاعيد الأوراق الخضراء الندية
وشقوق الأغصان الشائكة التي تزحف عبرها في الصباح
وبين الأجنحة الطرية الملتفة حولها تحت ذلك الجلد..
منتظرة صعودها/ صعودك الهادئ نحو شمس قريبة.

عزيزتي
ساعة مكتبي تشير إلى الآن
وساعتك البعيدة ما زالت تُشير إلى أمسي
لكنك معجزتي الباهرة
وإلى روحك تصبو روحي الصغيرة.
يجتاحني شعور غامضٌ حين أكتب إليك
يشبه الانتماء إليك وحدك.
وحدكِ
أنتِ المدينة في قلبي،
وأنتِ رائحة الفجر حول بيت طفولتي،
ولون أحلامي المأسورة لديك يُشبه العسل في كوب حليب طازجِ/
أنتِ السكن المُشتهى،
حلمكِ دفئ
هو هرولة الوحشة نحو باب الرحيل
واندفاع فيض الحياة في أوديتي المهجورة.

عزيزتي
دودةَ القز التي تحدق في المرآة خلف بحارها البعيدة
تقولين
«كيف أحبكَ ولا أجد نفسي حين أنظرُ إليّ؟»
أرى انعكاس وجهك على زجاج ساعة مكتبي
فراشة ً
مدهشة ً
بديعة ً
وبعيدة، 
أمام مرآة لا تقول الحقيقة

عزيزتي خلف البحار،
أكتب إليكِ عينيَّ
انظري فيهما ترين ما أرى
أكتبُ إليكِ أناملي
تنزف شوقاً
أكتبُ إليك الكتابة
تطاردني، ولستُ أهلاً لها
حروفها تتهجاكِ
«فـ ـرا شـ ـتـ ـي أ نـ ـتِ»


  أكتوبر 2014