عزيزتي
خلف البحار البعيدة--
أمام المرآة التي لا
تخبرك الحقيقة كاملةً؛
تلك التي تنظر إليك
عبر الجهة الأخرى
معجزةٌ على وشك الوصول،
آيةٌ أؤمن بها.
روحها الآسرة مخبئة
بين ظلال قشرتها الرمادية
بين تجاعيد الأوراق
الخضراء الندية
وشقوق الأغصان الشائكة
التي تزحف عبرها في الصباح
وبين الأجنحة الطرية
الملتفة حولها تحت ذلك الجلد..
منتظرة صعودها/ صعودك
الهادئ نحو شمس قريبة.
عزيزتي
ساعة مكتبي تشير إلى
الآن
وساعتك البعيدة ما
زالت تُشير إلى أمسي
لكنك معجزتي الباهرة
وإلى روحك تصبو روحي
الصغيرة.
يجتاحني شعور غامضٌ
حين أكتب إليك
يشبه الانتماء إليك
وحدك.
وحدكِ
أنتِ المدينة في قلبي،
وأنتِ رائحة الفجر حول
بيت طفولتي،
ولون أحلامي المأسورة
لديك يُشبه العسل في كوب حليب طازجِ/
أنتِ السكن المُشتهى،
حلمكِ دفئ
هو هرولة الوحشة نحو
باب الرحيل
واندفاع فيض الحياة في
أوديتي المهجورة.
عزيزتي
دودةَ القز التي تحدق
في المرآة خلف بحارها البعيدة
تقولين
«كيف أحبكَ ولا أجد
نفسي حين أنظرُ إليّ؟»
أرى انعكاس وجهك على
زجاج ساعة مكتبي
فراشة ً
مدهشة ً
بديعة ً
وبعيدة،
أمام مرآة لا تقول
الحقيقة
عزيزتي خلف البحار،
أكتب إليكِ عينيَّ
انظري فيهما ترين ما
أرى
أكتبُ إليكِ أناملي
تنزف شوقاً
أكتبُ إليك الكتابة
تطاردني، ولستُ أهلاً
لها
حروفها تتهجاكِ
«فـ ـرا شـ ـتـ ـي أ نـ ـتِ»
أكتوبر 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق