"لماذا
أكتب؟" تساءلت عن ذلك
وأنا أُقدِّم موضوع تعبيري المدرسي الأول –أمضى على ذلك اثنا عشر عاماً حقاً!- قدمته لأستاذ اللغة العربية –وكان عن الملح!-
وأردت لاحقاً أن أفتتح بالاجابة مدونتي الالكترونية في كل مرة بدأت فيها واحدة...
وقد بدأت تسعة "مشاريع" مدونات مختلفة خلال السنوات الثلاثة الماضية، لم
تخرج أي منها للنور...
فلماذا أكتب؟
أكتبُ أحياناً لأنني أبحث عن صوت يفكر معي، عن قاعدة صلدةٍ أستند إليها حين أفكر… أبحث عن مستمعٍ منتبهٍ يسجلُّ كل ما أعبر عنه… وأبحثُ عن لوحةٍ أعرضُ عليها صورةً مفصلةً لمتاهاتِ أفكاري وهواجسي!
أكتبُ أحياناً لأنني أبحث عن صوت يفكر معي، عن قاعدة صلدةٍ أستند إليها حين أفكر… أبحث عن مستمعٍ منتبهٍ يسجلُّ كل ما أعبر عنه… وأبحثُ عن لوحةٍ أعرضُ عليها صورةً مفصلةً لمتاهاتِ أفكاري وهواجسي!
اكتبُ لأنني
أجد كثيراً من الشجاعة في فعل الكتابة.. وأكتب لأرضي غروري... وأكتب بحثاً عن
المزيد من الإعجاب –ارجع للنقطة السابقة-
اكتبُ لأن
الكتابة حرية، فيها خلاص من كل ما يقيد الروح... فاكتبُ لأهزم نوبات الاكتئاب
المتتالية: أمحو العتمة من صدري، أجدُ سبباً حتى أستيقظ في الصباح التالي، أو أبحث
عن لحظة في يومي التعيس تجعلني غير نادم على استيقاظي في الصباح الماضي....
وأكتب لأنني
أعشق مراقبة الكلمات وهي تتشكل أمامي... في طفولتي وقعت في غرام صوت احتكاك سن
القلم الرصاص بالأوراق أثناء الكتابة.... اعتدت أن أحمل معي مجموعة من الأقلام
الرصاص مختلفة الألوان والدرجات والأنواع طوال الوقت... وحين رجعت إلى مصر أثناء
المرحلة الاعدادية لمست أزرار الآلة الكاتبة لأول مرة، عشقت تلك
"التكتكات" والصوت الذي تصدره الآلة حين ينتهي السطر...، وانتهت المرحلة
الاعدادية أسرع كثيرا مما بدت عليه في بدايتها... وقبل نهايتها أدركت انتهاء عصر
الآلات الكاتبة.... قادتني أناملي تلقائياً إلى أزرار لوحة المفاتيح، وتلك قصة ما
زالت تجري حتى لحظة مرور عينيك على هذه الكلمات....
أحياناً أخرى أكتب لأنني أقول
بالكلمات المكتوبة كل ما يعجز لساني عن النطق به -وهو يعجز عن الكثير!-
أكتب فأقولُ "أحبكِ" أكتبُ وأقول "مشتاق" أكتبُ وأقول "ممنون" أكتبُ وأقول "تائه" وأقول "غاضبٌ وشريرٌ وتائبْ...."
أكتب فأقولُ "أحبكِ" أكتبُ وأقول "مشتاق" أكتبُ وأقول "ممنون" أكتبُ وأقول "تائه" وأقول "غاضبٌ وشريرٌ وتائبْ...."
أكتبُ لأن الكتابة تعطي حياتي أبعاداً
أخرى: تعبُر بي أزمنة عديدة وتخرقُ حدود الأماكن.... تخلقُ من حوالي عوالم كاملة،
ألجأ إليها كلما ضاقت على أوجاع الحياة... اكتبُ لأنني على الورقة لا أتعب؛ تغمرني
فيوض لا تنتهي من الحياة الطفلة حين أرمي كل ما يشغل ذهني وراء ظهري وأنغمس في فعل
الكتابة حتى الارتواء...
أكتبُ لأن الكتابة هي الفعل الذي يعوضني عن كل
ما أعجز عنه: أطير وأحلم وأحب بكل صدق... أغضب وأقتلُ وأنتقمُ وأتوب وتتقبلُ
توبتي... أصرخُ وأبكي أمام كل الناس... أعرف أدق تفاصيل شخصيات حكايات واتسلط عليهم
كما أريد... أمارس طفولتي بكل حرية وجنون.. أجترح أفعالاُ خارقة، أو
خرقاء –يبدو الأمران سيان على الورقة- وأكتبُ لأمارس كل قواي الشريرة في أمان تام.
أكتبُ لأن
الكتابة تسلط بقعة من الضوء حول روحي فتخلق مساحة آمنة من الحياة... أتنفس فيها
وأتواصل مع الكائنات الانسانية الأخرى، وأكشف الكائنات "اللاإنسانية"
بسهولة تحت ضوئها، فأتجنبها قدر استطاعتي... وتحت ضوئها الرقيق أتشارك قطعاً من
روحي أو أكشفها –رغم ما في ذلك من مخاطرة عظيمة- أحياناً أتبادلها مع أصدقائي، أو
أمنحها لعابر سبيل... أو أغسلها في فيض النور ثم أستعيدها مرة اخرى..
مبروك المدونة - اكتب لتفرح وتجرب السحر أكتب وأملأ الصفحات وأتلو صلواتك
ردحذفتسلمي يا نهى :) أنا محتاج تشجيع كتير عشان اكمل...
حذف