«...
أسمع أمي
الجميلة النقية تغني:
«ممكن نوصل أبعد نجمة
ممكن نكتب أصعب كلمة
ممكن نكتب أصعب كلمة
لو نتعلم..
إزاي ناخد..
أول خطوة.. »
وأعاهد نفسي أن أخطو خطوتي
الأولى... الآن!
أقرأ ما نقله نيبو عن فرانسواز
ساجان «عليّ أن أبدأ الكتابة لكي تأتيني الأفكار» وأقول لنفسي لما لم
تبدأ حتى الآن... لما تخشى البدايات بكل هذا القدر... لما تتراجع، لما تتقهقر... أعرفُ أنك تخشى غموض ما قد يأتي...
أعرف أنك تهاب المغامرة التي عليك ان تواجهها قريباً... التي ستفقد مفاتيحك إليها
إن لم تجمع شتات نفسك وتنجز ما عليك أن تنجزه.
عليك الآن أن تقف، أن تشد عودك
كرجل شجاع يسعى لإتمام رحلته، وأنت تعلم أن إتمام هذه الرحلة يضعك على عتبة رحلة
أكبر ومغامرة أكثر إثارة، وغموض لذيذ وكتابة لا تعرف طعمها حتى الآن... وأنت تعرف
أنك تحب الكتابة حتى التخمة، لا شيء يرضيك مثلها... ربما قُبلة مشتهاة... ربما حضنٌ
طال انتظاره. وأنت تعرف أن الكتابة ستقودك على الدرب، أنت تعلم أن الكتابة هي سيفك ودرعك وهي مفتاحك وحذاؤك المريح... هي الدرب والفرس وقنديل الزيت... هي أوراق
الشجر، وهي النسيم العبِقُ برائحة المحبة... وهي شربة الماء الهنية بعد رحلة
شاقة... أنت تعرف أن مهمتك الكتابة، فأكتب، ولا تنظر خلفك.. لا ترهق نظرك فيما
يدور خلف الأفق.. نظرة في محل خطوتك تلزم الآن، ونظرة تمهد للخطوة التي تليها...
الآن تكتب حتى تصل إلى بئر راحتك
المؤقتة..
الآن تكتب حتى تصل إلى بقعة عشبٍ
وثيرة مطمئنة..
الآن تكتب وحسب،
لا تشغل نفسك بلون النهايات،
لا تشغل نفسك بمثالية خطوتك
المطبوعة بين السطور..
الآن تكتب.
تكتبُ... تكتبُ.. تكتبُ
تكتبُ حتى الثمالة..»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق